بحث هذه المدونة الإلكترونية

2011/09/17

كن في الدنيا كعقارب الساعة .........

كن في الدنيا كعقارب الساعة  
 
كن كعقارب الساعة تسير باتجاه واحد لا تغير مسارها الرياح ولا العواصف قد تتوقف لكن سرعان ما تعود للدوران من جديد ولا يستطيع أحد أن يجبرها على تغير مسار طريقها وان كان حاملها وصاحبها طريقها رسمت اتجاهه ومضت فيه ولا 
 يمكن لها أن تحيد عنه..  
  
         الدنيا مليئة بمحطات...


                   
 
الدنيا مليئة بمحطات توقفنا عندها .أخذت من وقتنا وسرقت من جهدنا ولكن أعطتنا عبر ودروس رسمت لنا طريقا لا بد أن نسير فيه طريق طويل كثير التعرجات ومتعدد الاتجاهات ولكنه طريق بعيد كل البعد عن سواد الدنيا وظلمتها طريق مليء بالحجارة و الصخور ولكنه طريق خالي من الفخاخ والحفر والمصائد طريق ملئ بالأشواك ولكنه خالي من طعنات غدر في الظهر  

                           الدنيا لها وجهان



                          

وجه أبيض ناصع نبحث عنه ونركض خلفه وعندما نصل إليه ونظن أننا سعدنا سرعان ما نراه قد تحول وتغير إلى وجه أسود مظلم لم نبحث عنه بل عملنا بكل جهدنا أن لا نلقاه أو نقابله ولكنه يأبى إلا أن يقابلنا  

                             محطات لا ننساها  
كنا أطفالا نحلم وسرعان ما يتحقق حلمنا لأننا كنا نحلم في حدود ما نراه ونسأل أشياء سهلة التوافر وكنا لا نرى من الدنيا إلا الحنان والحب والدفأ كنا أطفالا 
                               

 نعم كنــا أطفالا لم نعطي الدنيا شيئا ولكن الدنيا أعطتنا كل شئ فكنا نرى الدنيا بيضاء تفوح بروائح الحب والعطاء فرسمنا بداخلنا الدنيا وكأنها كل شيء جميل حب وعطف وحنان عطاء ووفاء صدق وإخلاص..  ثم كبرنا وكبرت معنا أحلامنا وكنا ما زلنا نرى الدنيا بيضاء وظنناها الأب والأم والأخ والخليل ظننا الدنيا كل شئ جميل في حياتنا وكنا نظن أن الدنيا ستعطينا كل ما نطلب و تمنحنا كل ما نحلم ولـــــكن لم نكن نعلم أن الدنيا كانت تعطينا كل شئ لكي نكبر ليس حبا فينا ولا حنانا ولا عطفا علينا إنما كانت تريدنا نكبر لكي تسترد منا كل حنان وحب ودفأ وهبتنا إياه في
طفولتنا

   
 
فعلمنا أننا كنا في مرحلة لا يمكن أن نعود لها وإننا كنا في دنيا ليست الدنيا التي نعيشها أو أننا كنا مخدوعين بدنيا لا تعطي إلا لتأخذ وأنها كما تمنح الفرح ستمنح الحزن وكما تخرج الورود تخرج الأشواك وكما أن فيها قمم ففيها وديان وقيعان وكما فيها حقول الأمل ففيها صحاري اليأس وكما فيها حب ففيها كره وحقد وكما فيها وفاء فيها غدروخيانة... وكما أن فيها نهار مشمس ففيها ليل مظلم                                                                                          
               
       
 
كنا نتمنى أن نكبر ونكبـــــــــر لأننا كنا نظن كلما كبرنا كلما زادت الدنيا في عطائها وصفائها ولكن تفاجئنا بأننا كلما كبرنا أظلمت الدنيا وكشرت عن أنيابها كلما كبرنا كلما اكتشفنا غدر وخيانة وحقد كلما كبرنا كبر همنا وغمنا كلما كبرنا علمنا بأننا لسنا في حياة حقيقة بل في حياة زائفة وخادعة حياة الفتن والكذب والتلون والنفاق حياة ستزول يوما عنا ونزول عنها  والآن نتمنى أن نعود أطفالا ليس حبا في الطفولة ولكن كي لا نتمنى أن نكبر بسرعة ولكي نصرخ ونقول لن نخدع بعد اليوم بدنيا خدعتنا ولن نفتن بعد اليوم بدنيا فتنتنا ولن نثق بعد اليوم بدنيا غدرت بنا ولنصرخ في وجه الدنيا لن تمنعينا من أن نحلم ونرسم ونتمنى لن تمنعينا من أن نحب ونخلص ولن تمنعينا أن نفرح ونبتسم ولن تمنعينا من أن نعطي ونمنح ولن تمنعنا من أي شيء نريده ونتمناه ولكي نبني سفينة سعادة ووفاء وحب 

   

وننتظر بحر الأحزان يطوف لكي نبحر بها إلى شواطئ السعادة ولكي نضيء شموع الأمل وننتظر ليل البلاء يحل وينزل في ديارنا لكي نقول له أننا لن ننتظرك تنجلي وقتما شئت بل نحن من نضئ وقتما شئنا ولن تظلم لنا طريقا رسمناها بشموع الحب والإخلاص والوفاء  أن كانت الدنيا تتقلب وتتغير لكي نمِِل ونفتر ونصاب بالسآمة فقد خدعت نفسها ووهبتنا ما نريد بل أعطانا هذا التنوع تجديد في حياتنا لكي لا نمِل فهناك صيف وشتاء ,خريف وربيع , وليل ونهار , حر وبرد, نور وظلام, بياض وسواد ,وغنى وفقر فرح وحزن ,ولادة وموت، ورخاء وشدة ومحنة ومنحة.. وصحة ومرض ومـــــــــــا أجمـــــــــل الحديقة حين تتنوع فيها الورود و الأزهار والفواكه والخضروات وما أجمل لوحة الفن حين تتنوع ألوانها وربما لو كانت الدنيا مجبولة على نمط واحد ولم تتقلب لكان ذلك أقسى على النفس
  
          الدنيا لها وجهان أبيض وأسود 

نتمنى أن يبقى الوجه الأبيض أمامنا ولكننا لا نركض خلفه ولا نغير مسارنا من أجله بل هو من يبحث عنا والوجه الأسود نتمنى أن لا نلقاه ولكننا لا نغير طريقنا خشية منه بل هو من يفر من جبروت ابتسامتنا وفرحنا وسعادتنا   

         

                  فلنبقي قلوبنا بيضاء خالية من كل سواد ولنبقى أخوة يجمعنا الحب في الله والوفاء والصدق 


                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق